تأملات في قصة سيدنا موسي والخضر عليهم السلام، انه هو العليم الحكيم الرحيم المحسن
بينما كنت أقوم بواجب العزاء ، فاذا بى استمع الى آيات الذكر الحكيم عن قصه سيدنا موسي والخضر ، وإذ بي اتأمل فيها بروح الباحث لما تحمله هذه الايات من المعانى التي اراد به الله عز وجل ان يعلمنا من خلالها ، وإذ بى اكتشف معانى اظننى لم افهمها من قبل، فلا تقتصر الحكمة فقط في ان فوق كل ذي علم عليم .. ان كانت القصة في مجملها تؤدى الي هذا المعني، بل ان هذه القصة تحمل معانى اعمق من هذا ، وجاءات الايات لتربينا وتعلمنا ماهو اعمق من هذا، ويمكن ان الخص ما تعلمته من هذه القصة القرائتية في الاتي :
اولاً : انه لا تغرنا السلطة ولا العلم ، ذلك اننا اذا ما نظرنا الي ابطال هذه القصه ، وهما سيدنا موسي والخضر ، فاننا سوف نجد ان موسي عليه السلام كان بمثابة امير .. وكان وقتها ذو سلطه بفضل تربيته في بيت فرعون حاكم مصر القوي .. وكان الخضر من احاد الناس .. رجل عادي ليس لدية سلطه .. وكان موسي من العلم الذي جعله يغتر بعلمه ليسال الله هل هناك من هو اعلم مني . فارسل الله من هو اعلم منه لدرجه انه لم يحتمل علم الخضر لان موسي كان يفكر بفكره المحدود وفقا لما تعلمه ... فكان الدرس الأول الا نغتر ما اتوتينا من سلطه او علم .
ثانياً : ان العلم هو أساس الحكمة .. وهذا ما استخلصته من قصته مع أصحاب السفينه .. كون الخضر قد فكر واتاه الله الحكمة حينما علم من الله بالكلك الذي يغتصب السفينه .. وفكر في ان يحدث بها تلفيات كي يتغاضي الملك عن اغتصابها .
ثالثاً : ان يكون الانسان من المحسنين ، وان يبتغي وجه الله ورضاه فيما يعمل والا يقابل الاساءه بالاساءه . وهذا من قصته مع اهل القريه الذين اساؤا معاملتهم ، ورفضوا اطعامهم ، ورغم ذلك قام ببناء السور المهدم للغلامين ، لنتعلم ان نتعامل مع الناس بخلاقنا وان نكون من المحسنين .
رابعاً : ان العمل الصالح رغم وجوده مكان غير صالح ورغم موتنا فانه ينفع أولادنا وزرياتنا . وان ما عند الله باق .. وهذا ما اختتم به الخضر رحلته مع موسي .
وانتهي القصص القرئانى وصدق المقرئ .. بعد ان هللت الناس ، وسارعو لتقبيل بعضهم البعض ، كلا مسرع الي ان يعود لدنياه ، وتمنيت ان يكونوا قد عاشوا هذه التأملات كما عشتها في الدقائق التي استمعت فيها الي تلك الايات من الذكر الحكيم .. عسي الله ان يغفر لنا زلاتنا ويتجاوز عن سيئتنا انه هو الغفور الرحيم
#دكتور_هشام_منصان .. يناير 2019